غزة - سمر خالد - وكالات - دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس الى وقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية من قطاع غزة وارساء تهدئة مع اسرائيل التي واصلت ضغوطها على حركة حماس عبر اعتقال اكثر من ثلاثين من قادتها، بينهم وزير ونواب ورؤساء بلديات.
ودعا عباس الى وقف اطلاق ''هذه الصواريخ التي اسميها بالصواريخ العبثية والتي لا حاجة لها، فيجب ان تتوقف لنصل الى هدنة متبادلة ومتزامنة وشاملة بيننا وبين اسرائيل''.
واضاف ''نريد هدنة ليس هنا فقط بل في الضفة الغربية وقطاع غزة''.
وجاءت تصريحاته للصحافيين اثر محادثات اجراها في غزة مع الممثل الاعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا.
وتوجه عباس الى غزة الثلاثاء في محاولة لاقناع الفصائل الفلسطينية بالتزام تهدئة تحول دون مواصلة الغارات الاسرائيلية، وامل ان يتسلم خلال الايام المقبلة ردا ايجابيا على اقتراحاته.
من جهته، دعا سولانا الى ''الحوار'' بين الاسرائيليين والفلسطينيين ''لمعالجة المشاكل كما يفعل الاناس العقلاء''.
ودعا ايضا الى وقف اطلاق الصواريخ على اسرائيل والغارات الاسرائيلية، معتبرا ان ''العنف لا يحل المشاكل''.
وسئل سولانا اذا كان يعتبر ان هذه الاعتقالات ''مبررة'' فاجاب ''كلا''.
وكان سولانا قد اجرى صباح امس محادثات في مدينة رام الله مع وزير المالية الفلسطيني سلام فياض ورئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات.
من ناحيتها اعلنت خمسة فصائل فلسطينية بعد لقائها عباس في مقر الرئاسة في غزة مساء الاربعاء ان اي تهدئة مع الجانب الاسرائيلي يجب ان تكون متبادلة ومتزامنة وشاملة.
والفصائل الخمس هي فتح وحماس والجهاد الاسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية. واعلن المتحدث باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة في مؤتمر صحافي بعد اللقاء ان البحث ''تركز على سبل الحفاظ على التهدئة وتثبيتها مع اسرائيل لتجنيب قطاع غزة مزيدا من التصعيد العسكري الاسرائيلي وسحب الذرائع الاسرائيلية ازاء العدوان''. واضاف ان ''الجميع اكد حرصه على الحفاظ على التهدئة على ان تكون تهدئة متبادلة وشاملة للضفة الغربية وقطاع غزة''.
وقال القيادي في حركة الجهاد الاسلامي خالد البطش ان الفصائل الخمسة اتفقت على مواصلة البحث في كيفية التصدي للعدوان الاسرائيلي و''اتفقنا على تكتيكات المقاومة''، موضحا ان ''لا تهدئة مجانية''.
وشدد المتحدث باسم حركة فتح عبد الحكيم عوض على ان الفصائل ''ستبلور موقفا في الثماني والاربعين ساعة القادمة حول الخطوات التكتيكية لمواجهة العدوان الاسرائيلي''.
من جانبه صرح خالد البطش القيادي في حركة الجهاد الإسلامي امس بأن هناك عددا من الآليات التي تم تشكيلها خلال اجتماع عباس مع الفصائل الخمسة مساء الاربعاء لضمان عدم عودة الاحتكاكات بين حركتي فتح وحماس.
وقال البطش في حديث لإذاعة ''صوت القدس'' إنه تم الاتفاق خلال اجتماع الأربعاء على تعزيز الاتفاق الثنائي بين فتح وحماس الذي أبرم برعاية الوفد الأمني المصري وحركة الجهاد في وقت سابق ، مشيرا إلى أنه جرى الاتفاق أيضا على عدد من الآليات لضمان عدم عودة الاحتكاكات بينهما باستمرار الحوار الثنائي.
وأضاف قيادي الجهاد الاسلامي :''تم الاتفاق على ضرورة أن يكون هناك لقاءات ثنائية بين فتح وحماس وبشكل دوري ، بالإضافة إلى تشكيل لجنة ميدانية ، وتعزيز دور المكتب المشترك بحيث سيتم تشكيل لجنة من قادة فتح وحماس بغية أن تكون مرجعية للعمل الميداني''.
ودعا البطش إلى ضرورة تفعيل مجلس الأمن القومي ليكون ''المرجعية'' للعمل الميداني ، مطالبا بتوحيد عمل الأجهزة الأمنية وتنفيذ الخطة الأمنية.